بعض طرائف حدثت في التاريخ الإسلامي :
( 1 )
كان الشيخ صفي الدين الهندي ، محمد بن عبد الرحيم ، الفقيه الشافعي ، المتوفى سنة 715 هـ - رجلاً ظريفاً ساذجاً ، فيحكى أنه قال :
وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي ، فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط ، فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم .
( 2 )
قال خطيب الموصل أبو الفضل : حدثني أبي قال :
توجهت إلى أبي إسحاق [ الشـيرازي الشافعي صاحـب كتاب المهذب ] ، فلما حضرت عنده رحب بي ، وقال : من أين أنت ؟ فقلت : من الموصل ، قال : مرحباً أنت بلدييّ ، قلت : يا سيدنا أنت من فيروز آباد ، قال : أما جمعتنا سفينة نوح .
( 3 )
قال الشوكاني في الضوء اللامع ( 6/149 ) : عوض رجل صالح كان يلازم مجلس الإملاء عند شيخنا ، وله فيه حسن اعتقاد.
وتبدو منه أشياء ظريفة كقوله وقد غاب الزين رضوان المستملي مرة : يا ابني يا أحمد اتخذ لك رضوانين أو ثلاثة ، وقال مرة وقد قال له شيخنا: يا شيخ عوض ، فعل الله بمن سماني عوضاً ، وذكر شيئاً مستقبحاً فقال له شيخنا بديهة : إنما سماك أبوك وأمك.
ومن ظرفه أنه قال وقد أعطاه الشهاب بن يعقوب شيئاً من النفقة : يا سيدي يا أحمد إن شاء الله قاضي القضاة ، فقال له : يا شيخ عوض ، لا يجيء مني هذا ، فقال : أما علمت يا بني أن الزمان أخبث من هذا.
( 4 )
قال عبد العزيز بن أخي الماجشون :
بلغنا أنه كانت لعبد الله بن رواحة جارية يستسِرُّها عن أهله ، فبصُرت به امرأتُه يوماً قد خلا بها ، فقالت : لقد اخترتَ أمتَك علي حُرّتك ؟ فجاحدها ذلك ، قالت : فإن كنت صادقاً فاقرأ آية من القرآن . قال :
شَهِدتُ بأن وعد الله حقّ *** وأن النار مَثوى الكافِرينا
قالت : فزدني آية ، فقال :
وأنَّ العَرشَ فوق الماء طافٍ **** وفَوقَ العَرض رَبُّ العَالمينا
و تَحمِـلُهُ مَلائِـكةٌ كِـرامٌ **** مَلائكةُ الإله مُقربينــا
فقالت : آمنتُ بالله وكذبت البصرَ ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه فضحك ولم يغير عليه .
( 5 )
التاجر محمد الخواجا الشمس الماحوزي المتوفى سنة إحدى وخمسين وثمانمائة قال عنه الشوكاني في الضوء اللامع :
وقاسى المجاورون منه شدة ، فكانوا لذلك يتقصدونه بالمكروه بحيث إنه كان يكتب له أوراق فيها بقلم غليظ : ( لا حول ولا قوة ) وتلصق إما بمكان جلوسه أو بطريقة ؛ لحول يسير كان بعينه ، واستفتى عليهم في ذلك فكتب له شيخنا : ( لا حول) كنز من كنوز الجنة.