(مختارات من شعر أبي نواس)
(من قول أبى نواس حين قربت اليه الوفاة :
اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً×××وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي×××فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ×××وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
إلّهَنَا مَا أعدَلَك×××مَلِيكَ كُلِ مَن مَلَك
لَبَيكَ قَد لَبَيتُ لَك×××لَبَيك لَا شَرِيكَ لَكَ
وَالَليلِ لَمَا أَنحلَك×××والسَابِحَاَت فىِ الفَلَك
عَلَى مَجَارِىِ المَنسَلَك×××مَا خَابَ عَبدٌ أَمَّلَك
أَنتَ لَه حَيثُ سَلَك×××لَولَاكَ يَا رَبِ هَلَك
كُلِ نَبِى وَمَلَك×××يَا مُخطِئاً مَاأعقَلَك
عَجِل وَبَارِز أَجَلَك×××وَاختِم بِخَيرٍ عَمَلَك
لَبَيكَ إن الحَمدَ لَك×××وَالعِز لَا شَرِيكَ لَك
ذُنُوْبِي مِثْلُ اَعْدَادِ الرِّمَالِ×××فَهَبْ لِي تَوْبَةً يَا ذَاالْجَلالِ
وَ عُمْرِي نَاقِصٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ×××وَ ذَنْبِي زَائِدٌ كَيْفَ احْتِمَالِي
اِلهِي عبْدُكَ الْعَاصِي اٰتَاك×××مُقِرًّا بِالذُّنُوْبِ وَ قَدْ دَ عَاكَ
اِنْ تَغْفِرْ وَ اَنْتَ لِذاكَ اَهْلٌ×××وَ انْ تَتْرُدْ فَمَنْ نَرْجُو سِواكَ
(الفخر:
ومستعبـدٍ إخوانـَه بثـرائه×××لبـستُ له كبراً لأبرَّ على الكبرِ
إذا ضمَّـني يوماً وإياه محفِـلٌ×××رأى جانبي وعراً يزيد على الوعر ِ
أخالفه في شكله، وأجـِرُّه×××على المنـطق المنـزور والنظر الشزر ِ
وقد زادني تيهاً على الناس أنني×××أرانيَ أغناهم وإن كنتُ ذا فقر ِ
فوالله لا يـُبدي لسانيَ حاجةً×××إلى أحدٍ حتـى أٌغَيـّبَ في قبري
فلا تطمعـنْ في ذاك مـنيَ سُوقـةٌ×××ولا ملكُ الدنيا المحجبُ في القصر ِ
فلو لم أرث فخراً لكانت صيانتي×××فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر ِ
([عدل]الخمر:
أبو نواس " شاعر الخمر غير منازع"، والخمر عروس شعره الحقيقية، وفيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين واللاحقين، فكان من أشهر من قالوا فيها، وقد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا. حيث قال:
أثْـنِ على الـخَمْـرِ بآلائِهـا×××وَسَمِّهـا أحـسَـنَ أسْمـائِهَا
لا تـجْعَـلِ الماءَ لَها قاهـراً×××وَلا تُسَلّطْهـا على مَـائِهَا
(وقال أيضاً:
الشُربُ في ظُلَّـةِ خَمّـارِ×××عِندي مِنَ اللَذّاتِ يا جاري
لا سِيَّما عِنـدَ يَهودِيَّـةٍ×××حَوراءَ مِثلَ القَمَرِ الساري
تَسقيكَ مِن كَفٍّ لَها×××رَطبَةٍ كَأَنَّهـا فِلقَـةُ جُـمّارِ
حَتّى إِذا السُكرُ تَمَشّى بِها×××صارَ لَها صَولَـةُ جَبّارِ
(وقال أيضاً:
دع المساجد للــعباد تسكنها×××وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكروا×××ولكن قال ويل للمـصلينا
(المديح قال يمدح الأمين:
تتيه الشمس والقمر المنير×××إذا قلنا كأنهما الأمير
فإن يكُ أشبها منه قليلاً×××فقد أخطاهما شبهٌ كثيرُ
ونور محمدٍ أبداً تمامٌ×××على وَضَـح الطريقةِ لا يحورُ
(وقال يمدحه أيضاً:
ملكتَ على طير السعادة واليمنِ×××وحزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن
لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ×××وزيدتْ به الأيامُ حسناً إلى حسن
ولولا الأمين بن الرشيد لما انقضت×××رحى الدين، والدنيا تدور على حزن
لقد فك أغـلال العناة محمـدٌ×××وأنزل أهل الخـوف في كنف الأمن
إذا نحن أثنينا عليك بصالح×××فأنت كما نثني، وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفـاظ يوماً بمدحةٍ×××لغيـرك إنساناً، فأنت الذي نعني
(الزهد والتوبة:
يا رب إن عظمـت ذنوبي كثرةً×××فلقـد علمتُ بأن عفوك أعظمُ
إن كان لا يرجوك الا محسنٌ×××فبمن يـلوذ ويستجيـر المجرمُ
أدعـوك رب كما أمرتَ تضرعاً×××فإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ
مالي إليك وسيلةٌ إلا الرجا×××وجميل عفوك ثم إني مسلمُ
([عدل]في مدح آل البيت:
مطهرون نقيات ثيابهم×××تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه×××فما له في قديم الدهر مفتخر
والله لما برا خلقا فأتقنه×××صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم×××علم الكتاب وما تأتي به السور
(وقال أيضا يمدح علي الرضا:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا×××في فنون من المقال البديه
لك من جوهر الكلام نظام×××يثمر الدر في يدي مجتنبيه
فلماذا تركت مدح ابن موسى×××والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام×××كان جبريل خادما لأبيـه
(الهجاء قد مللناك فملي:
أكثري أو فأقليً×××قد مللناك فملي
ما إلى حبك عود×××ما دعا الله مصلي
قد وهبناك لعمري×××وتصدقنا بحمل
لم يكن مثلك لولا×××سفه الرأي هوى لي
أيها السائل عنها×××اسمع اللفظ المحلي
شخصها شخص قبيح×××ولها وجه مولي
وخفت عن كل عين×××وخفت عن كل دل
ولها ثغر كأن×××الله غشاه بكحل
تصف النكهة منها×××جيفة في يوم طل
وتفلي حين تلقاك×××لتحظى بالتفلي
ردفها طست ولكن×××بطنها زكرة خل
اشهدوا أني بريء×××من هواها متخلي