الملتقى الفلسطيني لكبار السن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الفلسطيني لكبار السن

اهلا وسهلا بيكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 01/06/2013

المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1) Empty
مُساهمةموضوع: المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1)   المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1) Icon_minitimeالسبت أكتوبر 19, 2013 4:55 pm

المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1)
تحية جمال عبد الناصر
هذه مذكرات تحية عبد الناصر زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
هذه المذكرات كانت منشورة كحلقات فى الموقع
وقد قمنا بعملها على شكل كتاب
هذه مقدمة الموقع
تنفرد «الشروق» بنشر مذكرات زوجة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، السيدة تحية كاظم، والتى دونتها الراحلة بخط يدها.. وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ النشر العربى التى تظهر فيها زوجة عبد الناصر شاهدة على الأحداث التى مرت بها مصر منذ حرب فلسطين 1948 وحتى رحيل عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970
وتأتى المذكرات مزيجا من السيرة الذاتية والعائلية، غير أنها وهى تسرد محطات حياتها مع الزعيم الراحل تكشف الغطاء، بعفوية مفرطة، عن مواقف وأحداث سياسية لا تزال محاطة بغلالة من الغموض، بحيث تضيف جديدا ومفاجئا أحيانا لما استقر فى الذاكرة المصرية والعربية من أحداث اكتسبت صبغة اليقين أو الحقيقة التاريخية.
هذه المذكرات، مثلا، تقدم رواية أخرى، مختلفة وجديدة تماما، للمشهد الأخير فى حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتضفى على القصة دراما تاريخية مذهلة تتعلق بقصة المشروب الأخير الذى تناوله ومن الذى صنعه ومن قدمه له وهو على فراش الموت
ومن أطرف ما فى المذكرات ذلك اللقب الذى أطلقه الزعيم الراحل على زوجته «تحية الانفصالية» توصيفا لمواقف وقناعات أبدتها الراحلة حول قضية الوحدة المصرية - السورية
لكن من أهم ما بين السطور أنها تقدم قراءة عن كثب لتفاصيل العلاقة الإنسانية بين جمال عبد الناصر وأنور السادات، تحكيها زوجة زعيم الثورة، وتكشف عن مفاجآت تخص علاقة السادات بثورة يوليو 1952 والأسباب التى دفعت عبد الناصر لوضعه فى الصفوف الأولى
حاولت تحية عبد الناصر كتابة مذكراتها مرتين، الأولى فى حياته، والثانية بعيد رحيله لكنها لم تقو على المواصلة فمزقت ما خطت يداها، حتى كانت الثالثة فى الذكرى الثالثة لرحيل «الرئيس» كما كانت تسميه فكتبت وواصلت.. وهكذا تحدثت السيدة تحية
هكذا تحدثت تحية عبد الناصر(6)جمال سافر من بريوني الى موسكو دون علم اعضاء الوفد
: ثورة يوليو
المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1) 3502058702
تحية الانفصالية ضد الوحدة مع سوريا
جمال سافر من بريوني الى موسكو دون علم اعضاء الوفد : ثورة يوليو
التاريخ: 23 يناير 2011
في يوم 29 أكتوبر سنة 1956 كان عيد ميلاد ابني عبد الحميد. كان الرئيس موجودًا في البيت في مكتبه، وقد طلب مني أن أخبره عند حضور الأطفال إذ كان يسعده أن يحضر حفل أعياد ميلاد أولاده.
دخل حجرة السفرة وصافح الأطفال، ووقف لدقائق وقت إطفاء الشموع، وكان عمر عبد الحميد خمس سنوات، ورجع لمكتبه. ثم بعد ذلك ـ وكنت لم أزل في الدور الأول والبيت مليء بالأطفال ـ رآني في الصالة قبل خروجه وقال لي إن عنده اجتماعا وخرج. في يوم 31 أكتوبر سنة 1956 حصل الاعتداء الإنجليزي الفرنساوي، وكان الرئيس في البيت.
طلب مني أن أنزل إلى الدور الأول مع الأولاد، وصعد هو إلى سطح البيت ليرى الطائرات، ثم دخل مكتبه وظل فيه. بقيت يومين في الدور الأول، وهو يخرج ويرجع في ساعة متأخرة من الليل، ويصعد لحجرة النوم في الدور الثاني ويطلب مني أن أبقى والأولاد في الدور الأول، وجهز ترتيبا لنومنا والغارات مستمرة، حتى سقطت قنبلة قريبة من بيتنا وتناثرت شظاياها في الحديقة، وكان اليوم الثالث للاعتداء وكل الساكنين في المنطقة قد غادروها.
قبل خروج الرئيس في الصباح، وكنت واقفة معه في الحجرة، قال لي بالحرف: أنا ورايا البلد وأولادنا وأنت معاك أولادك، وسيحضر صلاح الشاهد ويوصلكم لبيت في مكان بعيد عن الضرب وقت الظهر. وكان لا يعرف المكان الذي سنذهب إليه في أي جهة أو شارع.. وحياني وخرج. ذهبنا لبيت في الزمالك صغير مكون من دور وبدروم وفي شارع ضيق، وكنت لم أر بيتا في حي الزمالك بهذا المنظر.. فهو قديم والفرش قديم وغريب، وله حديقة صغيرة جرداء ليس بها زرع. سألت صلاح الشاهد لمن كان هذا البيت؟ قال إن صاحبته أميرة ولم تكن تسكن فيه إذ تعيش في الخارج.
طلبت أن أكلم الرئيس في التلفون وكلمني وسألني عن الأولاد، وفي اليوم التالي طلبته أيضًا في التلفون وتحدثت معه. وبعد ذلك طلبت أن أكلمه فرد عليّ زكريا محيي الدين وقال: إن الرئيس غير موجود في مجلس الثورة وذهب في مهمة وسيكلمك عندما يرجع إن شاء الله. وطبعًا انشغلت جدًّا حتى طلبته ورد عليّ بنفسه.. وعلمت بعد ذلك أنه كان في طريقه لبورسعيد.
طلب الرئيس مكالمتي بالتلفون، وكان الوقت الساعة الثامنة صباحًا والقتال أوقف قبلها بساعات، وقال: يمكنك الآن أن ترجعي منشية البكري بعد أن مكثت خمسة أيام في منزل الزمالك. وجدت حي منشية البكري خاليًا ولم يرجع أحد لمسكنه، والرئيس ظل في مجلس الثورة، وكنت أكلمه بالتلفون كل يوم.. وعند انتهاء المكالمة كما هي عادته يقول لي: عاوزة حاجة؟ فأشكره.
وبعد أكثر من أسبوع سألته متى ستحضر إلى البيت؟ فقال: بعد خروج الإنجليز. وفي مرة كنت أتحدث معه بالتلفون وكعادته قال: عاوزة حاجة؟ فقلت: عاوزة الإنجليز يخرجوا.. وضحكنا. وبعد ثلاثة أسابيع وكانت الساعة العاشرة مساء اتصل أحد الضباط بالتلفون وقال: سيادة الرئيس في الطريق للبيت، وكنت والأولاد لم نره منذ مغادرتنا منشية البكري رجع جمال إلى البيت وكان عنده إنفلونزا وارتفاع في درجة الحرارة وقال: لقد صمم الدكتور أن أرجع إلى البيت وأرتاح حتى تزول الإنفلونزا، وإن البقاء في مجلس الثورة لا يساعد على الشفاء وانخفاض الحرارة سريعا.
أول زيارة رسمية الى الخارج
كانت الوحدة مع سوريا في شهر فبراير.. زاد شغل الرئيس فوق أعبائه وسافر لسوريا ومكث شهرا وبقيت في القاهرة. في صيف سنة 1958 ذهب ليوغوسلافيا واصطحبني معه بدعوة من الرئيس تيتو، وبإلحاح في دعوتي والأولاد. سافرنا على المركب الحرية، وكانت أول مرة يصطحبني معه وأسافر للخارج. ذهبت مع الأولاد للإسكندرية ووصلنا للمركب ثم حضر بعدنا، وكان يرافقنا في الرحلة الدكتور محمود فوزي وزير الخارجية ومحمد حسنين هيكل وزوجتاهما.
عندما وصلنا ميناء دبروفننج كان في استقبالنا الرئيس تيتو والسيدة حرمه.. وكنت أول مرة أشاهد استقبالا رسميا أو أكون في مكان رسمي، وكانت الموسيقى تعزف ونقف ثم نسير وأنا بجانب الرئيس، وكان يلتفت بسرعة ويقول لي هامسا أقف أو أمشي أو أتقدم بضع خطوات حتى لا أغلط.. ومشيت بتوجيهه همسًا ولم أرتبك. تناولنا الغداء مع الرئيس تيتو وكل المرافقين له والمرافقين للرئيس، وفي المساء ذهب هو والمرافقون مع الرئيس تيتو لحضور احتفال بمناسبة تاريخية لا أذكرها في بلد هناك، ومكثت مع السيدة يوانكا حرم الرئيس تيتو والسيدات المرافقات في دبروفننج لمدة يومين.
رجع الرئيسان وغادرنا دبروفننج لبريونى سويًّا، وعند صعودنا إلى المركب ووصولنا لجزيرة بريوني كان الاحتفال الرسمي نفسه، وكان الرئيس وأنا أسير بجانبه يلتفت إليّ ليهمس فيجدني أتقدم بالخطوات وأقف ثم أسير معه قبل همسه. وفي المساء قال لي: إنك تعلمت. فقلت له: السبب إني حفظت نغمة الموسيقى.
مكثنا في جزيرة بريوني يومين ثم غادرناها بالعربات نتنقل في بلاد يوغوسلافيا الجميلة. وكانت تحصل لي مواقف أرتبك فيها، وفي البلد الذي نصل إليه أو نبيت فيه يستقبلنا رئيس جمهورية من جمهوريات يوغوسلافيا كما هو النظام هناك. وأذكر قبل مغادرتنا بلدًا في الصباح قال لي الرئيس: سيكون موجودا رئيس الجمهورية الذي لم يكن قد حضر للبلد بعد عند وصولنا.. فسلمي عليه، قلت: نعم.
وعندما نزلنا وكنت بجانبه وجدت واحدًا واقفا في وسط الصالة في اللوكاندة لم أره من قبل فسلمت عليه، فنظر لي الرئيس وكان الرئيس تيتو مقبلا وبجانبه رجل آخر لم أره أيضًا من قبل، وقال هامسًا: سلمي على الرئيس تيتو والذي بجانبه. وفي المساء ونحن بمفردنا قال لي: لقد قلت لك سلمي على رئيس الجمهورية فوجدتك صافحت المتردوتيل أولًا، وكان الرئيس يضحك وهو يتحدث فقلت له: لقد قلت لي إنه يوجد رئيس جمهورية البلد وقد حضر في الصباح فوجدت رجلا لم أره من قبل فقلت في نفسي هذا هو رئيس الجمهورية.. وضحك جدًّا وضحكت وقلت: سوف لا أغلط مرة ثانية.
وفي اليوم التالي.. وكنا وصلنا لبلد آخر، وكان الرئيس ركب عربة مع الرئيس تيتو وركبت عربة بجوار المدام، ووقفت عربة الرئيسين ونزلا أولًا، وكان يقف ثلاثة رجال في استقبالنا أمام اللوكاندة فلم ألاحظ الذي صافحه الرئيس أولًا. وفي المساء قال لي: لقد صافحت السكرتير أولًا ولاحظت عليك الارتباك.. وضحكنا.
وبعد ذلك لم يقل لي ملاحظة في المساء فقلت له: إنني لم أغلط اليوم وها نحن لم نضحك. قضينا أسبوعا في يوغوسلافيا، وقامت ثورة العراق أثناء وجودنا هناك وتأزم الموقف الدولي، وغادرنا بريوني بالمركب في طريقنا للإسكندرية، ولم يكن الرئيس تيتو مطمئنا للسير في البحر لوجود الأسطول الأميركي في البحر الأبيض. وفي طريقنا، ونحن لم نزل في بحر الأدرياتيك، أرسل برقية يحذر فيها الرئيس من الاستمرار في الرحلة لخطورة الموقف. كان الوقت مساء.. وكنت مع الأولاد وحرم الدكتور محمود فوزي وزير الخارجية نشاهد فيلما في السينما وتوقفت المركب عن السير.
هيكل يسأل وزوجته تبكي
وبعد انتهاء الفيلم قمت لأذهب إلى حجرتي فقابلني في تراس المركب محمد حسنين هيكل فتبادلنا التحية وقال لي: سأسألك سؤالا.. الموقف في منتهى الحرج والرئيس تيتو يخشى استمرار الرحلة، والمركب توقف عن السير، والرئيس يشتغل في حجرة العمليات يتلقى الأخبار والبرقيات، وأنا أفكر ومن وقت وأنا أتمشى وألاحظك تشاهدين فيلما في السينما فواحد من اثنين.. إما أنا جبان أو أنت شجاعة جدًّا.. فقلت: لا ده ولا ده إنها مسألة اعتياد.. فقد اعتدت على المواقف الصعبة. فرد: إني لا أخشى على نفسي قط بل أخشى على الرئيس جمال عبد الناصر فقط، فالأميركان لا يهمهم إلا هو. قلت: إن شاء الله تنتهي على خير.
قلق وحذر
وظلت المركب واقفة حتى الصباح والرئيس يشتغل، وفي الصباح غادر المركب إلى مدمرة - إذ كان يرافقنا مدمرتان، ومعه وزير الخارجية ومحمد حسنين هيكل، ورجعت بنا المركب لجزيرة بريوني. وصلنا في اليوم التالي.. السيدات والأولاد والمرافقون. ذهبنا لفيلا الضيافة، وبعد وصولنا طلبني الرئيس تيتو لأقابله، وكان يقيم في فيلا بجوار فيلا الضيافة.
قال لي: إن الرئيس جمال عبد الناصر موجود في الاتحاد السوفييتي في مكان خارج موسكو، والزيارة سرية وسوف لا يذاع مكان وجوده الآن، ورجوعكم لبريوني سيظل في الكتمان، وسوف تمكثون في الفيلا ولا تخرجون حتى لا يعرف مكانكم، ولا تقولي لأحد، وعندما تصلني أخبار سأخطرك بها. مكثنا يومين لا نظهر خارج الفيلا، والمرافقون، ومنهم كبير الأمناء والطبيب مكثوا في الدور الذي تحت الدور الأول ببضع سلالم، وكلما حاول أحد منهم الخروج للحديقة منعه الحرس.
طلب كبير الأمناء مقابلتي، وكان منزعجا وقال: إننا نكاد نكون كالمعتقلين، وسألني إذا كنت أعرف أين ذهب الرئيس، وقال إنه والمرافقين قلقون جدًّا عليه. قلت: إن الرئيس تيتو قال إنهم في مكان ما وبخير.. وسوف يخبرني عندما تصله أخبار. كانت مدام تيتو تحضر وتبقى معنا حتى المساء، وكانت السيدات قلقات وأكثرهن قلقا حرم محمد حسنين هيكل إذ كانت تبكي، وكنا نستمع للإذاعة وعرفنا أنهم وصلوا لسورية.. الرئيس جمال عبد الناصر والمرافقون له.
وأخيرا سمح لنا بالخروج، ودعانا الرئيس تيتو في رحلة على يخت جميل أمضينا فيه اليوم. بعد أن وصل الرئيس للقاهرة، وكان قد رجع على طائرة سوفيتية، هبطت الطائرة نفسها في اليوم التالي في بريوني لنستقلها للقاهرة، وكانت أول مرة أركب طائرة. كان موعد وصولنا يوم 22 يوليو والرئيس سيلقي خطابا في المساء. أخبره السكرتير عن الساعة التي ركبنا فيها الطائرة، بينما كان الرئيس في مكتبه يكتب وحان موعد وصول الطائرة، وكان قد طلب من السكرتير أن يخبره عند وصولنا.
ظل الرئيس ينتظر ويسأل السكرتير مدة ساعتين، ويحسب الوقت الذي يمكن أن تطير الطائرة فيه والوقود الذي تحمله ويجد الوقت فات بساعتين. قال لي الرئيس: لقد وضعت القلم وجلست أفكر وأنا في غاية القلق، وحان وقت خروجي لإلقاء الخطاب فخرجت من المكتب لأركب العربة.. رأيت الضابط يجري مسرعًا وقال لي: لقد وصلوا المطار في أنشاص، إذ لم يكن مطار القاهرة قد جهز بعد لاستقبال الطائرات الكوميت النفاثة. قال لي جمال: لقد كان من أحرج الأوقات التي مرت بي يا تحية وأنا أنتظركم وأصعبها.. وقابلنا بحرارة. وكان السكرتير أخبره عن الميعاد الذي ركبنا فيه قبل ركوبنا الطائرة بساعتين.
بعد رجوعنا من إسكندرية.. مرض الرئيس بالسكر وأخبرني بمرضه فحزنت جدًّا، وكنت أنزل للحديقة بمفردي وأبكي، وانقطعت عن أكل الحلوى لوقت طويل من شدة حزني، وكنت لا أقدم الأصناف التي لا توافق العلاج فكان يطلبها ولا يأكل منها، وكان يقول لي: الحمد لله إن مرض السكر أخف من أمراض أخرى كثيرة.. ولحرصي الشديد على صحته كنت أقوم بطهي ما يأكله بنفسي في أغلب الأيام.
آغماءة على العشاء الرسمي
في شهر فبراير سنة 1959 سافر الرئيس لسوريا وقت عيد الوحدة ومكث حوالي شهر.. وبقيت في القاهرة. في يونيو سنة 1959 حضرت أول عشاء رسمي مع الرئيس وكان لإمبراطور الحبشة هيلاسيلاسي.. حضره الوزراء وزوجاتهم والسلك الدبلوماسي. وقفت بجوار الرئيس والإمبراطور والمدعوون يمرون لمصافحتنا، وبعد انتهاء الاستقبال شعرت بسرعة في دقات قلبي وإغماء، وكنت جالسة بجوار الرئيس والإمبراطور.. أخبرته بما أشعر به، فقال لي أن أذهب وأستريح في حجرة مكتبه.. وكنا في قصر القبة.
غادرت حفل العشاء وأحضر لي طبيبا وظل هو مع الإمبراطور والمدعوين حتى انتهى العشاء.. وكنت تحسنت ورجعت لحالتي الطبيعية ورجعنا إلى البيت. وفي اليوم التالي عمل لي فحصا طبيا، ولم يكن بي أي مرض إلا أنه مجرد انفعال لحضوري في حفل رسمي وأول عشاء لي وكان مع الإمبراطور. في عشاء آخر.. وكان مع الرئيس نهرو رئيس وزراء الهند.. ذهبت مع الرئيس وجلست على ترابيزة الأكل بين نهرو والرئيس وابتدأنا في العشاء، وأخذ الرئيس نهرو يتحدث معي وأنا بجواره.. شعرت بسرعة نبضات قلبي والإغماء ونفس ما حصل لي في حفل الإمبراطور.
قررت أن أظل كما أنا في مكاني ولا أخبر الرئيس، وأتحمل ما يجري لي حتى ولو توقف قلبي لكن لا أغادر المكان. وفي آخر المأدبة وعند تقديم الحلوى شعرت بحالتي ترجع طبيعية، وبعد انتهاء العشاء قمت ومشيت بجوار الرئيس نهرو والرئيس وأنا في حالة عادية. ونحن راجعون في الطريق قال لي جمال: لقد لاحظت عليك أثناء العشاء أنك غير عادية فقلت الأحسن ألّا أشعرك بأني لاحظت شيئًا حتى لا تزداد حالتك، وأخذت أتحدث مع السيدة التي بجواري ولم ألتفت ناحيتك.
فقلت له ما حصل لي. وفي اليوم التالي عمل لي فحصا طبيا وقال لي الدكتور: لقد عالجت حالتك بنفسك والآن سوف لا تحصل لك مرة ثانية، وأعطاني حبوبا أتناولها قبل ذهابي لمآدب العشاء الرسمية، وكنت أتناولها قبل خروجي مع الرئيس.. وبقيت هكذا لفترة وكان الضيوف كثيرين.. وبعد ذلك اعتدت وأصبحت لا أتناول الدواء، وأصبح حضوري المآدب الرسمية شيئًا عاديًّا، وكنت في أغلبها أهدى بنيشان فيتضاعف الموقف الرسمي.
الوحدة والانفصال
كان الرئيس يسافر في عيد الوحدة لسوريا ويمكث أكثر من شهر، ولم أذهب معه إذ كان يفضل أن أبقى مع الأولاد. في يوم 28 سبتمبر في الصباح.. وكنت بجوار الرئيس.. تلقى مكالمة تلفونية تخبره بأنه وقع انقلاب عسكري في سوريا، وكان المشير عبد الحكيم عامر هناك. قام بسرعة وارتدى ملابس الخروج والتأثر يبدو عليه وخرج، ولم أقل أي كلمة كعادتي مهما كان الحديث من الأهمية.
سمعته في الراديو يخطب وهو في غاية التأثر.. كان شعوري وأنا أسمعه.. متأثرة لحزنه، وفي نفس الوقت للحقيقة لم أكن حزينة للانفصال. بعد إلقائه الخطاب رجع إلى المنزل والتأثر يبدو عليه للغاية، ثم خرج ثانية وبقيت في البيت أتتبع الأخبار من الإذاعة. وفي الواقع لم تكن الوحدة بالنسبة لي شيئًا أستريح له.. لأنه أولا زاد عمله لأقصى حد، وفي آخر سنة 1958 مرض بالسكر من كثرة الشغل.. وبالإضافة إلى ذلك سفره وقت عيد الوحدة. رجع الرئيس في المساء وكنت في الحجرة وبجواره.. لم يقل أي كلمة ولم أقل أي كلمة، وكنت لا أدري ماذا أكون؟.. زعلانة متأثرة أم لا؟
كنا في الصيف في إسكندرية في المعمورة، وكان قد بني بيتان متجاوران في سنة 1959 للرئيس والمشير عبد الحكيم عامر.. المبنى والشكل متطابقان، وقد أصبح بيت المشير عبد الحكيم عامر استراحة الرئيس أنور السادات بالمعمورة فيما بعد. كان المشير يحضر ويجلس مع الرئيس على الشاطئ.. وكان صيفا بعد الانفصال، وكنت جالسة بجوارهما وتكلما عن سوريا والانفصال، فقال الرئيس عني للمشير: إنها انفصالية، ولم تكن تعجبها الوحدة.. وضحكا.
وكانت هي الحقيقة فضحكت وقلت: إنها كانت عبئا وأزيح.. وضحكنا جميعًا. كما قلت دائمًا وهو في المنزل، في الوقت الذي يكون فيه في الدور الثاني، أكون بجواره بالليل أو بالنهار، وهذه رغبته وكان يشتغل باستمرار.. في الحجرة، في المكتب، وهو مستلق على السرير، فكنت أستمع لأحاديثه التلفونية وأحيانًا يكون المتحدث معه محمد حسنين هيكل. وبعد ذلك في يوم الجمعة الذي يكتب فيه هيكل مقاله بصراحة في جريدة الأهرام مرات أجد في المقالة مما قد سمعت في حديث الرئيس له.
معاً في عربة واحدة لأول مرة بعد ست سنوات
كنا في استراحة القناطر وكنا راجعين للقاهرة في المساء، وكنت أركب العربة مع الأولاد ويركب الرئيس عربته.. وكان يفضل أن نسبقه. كنا جالسين في الحديقة وأنتظر دخول العربة، فقلت: لقد مضت سنوات لم أخرج معك في عربة.. فقال لي: فلتركبي معي ونرجع سويًّا، وكان أحد الضباط يقف بجوار عربة الرئيس وعندما رآني قال: تفضلي.. ومشى لعربتي وظن أني لم أنتبه لها فوجدني ركبت عربة الرئيس، وظهر عليه الارتباك فقلت للرئيس: إنهم مندهشون اليوم فقد مضت 6 سنوات لم نخرج سويًّا في عربة.
لم يكن يوجد وقت يقضيه معي إلا أنه كان يحب أن أكون بجانبه وهو في البيت وفي حجرته، وإذا صعد من مكتبه أو حضر من الخارج ولم يرني عند حضوره يقول لي: لقد بحثت عنك ودخلت حجرتك. وأحيانًا يدخل حجرات الأولاد وتكون فرصة لملاطفتهم والبقاء معهم لدقائق. لم أره أبدًا يستريح، وكل وقته شغل يقرأ أو يكتب أو يتحدث بالتلفون، والوقت الذي لا يشتغل فيه هو الساعات التي ينامها فقط.A
وكنت أستمع لحديثه بالتلفون ولا أعلق أو أفتح فمي بكلمة مهما كان الحديث من الأهمية والخطورة، والدوسيهات ترسل وأضعها في حجرته على الترابيزة بجانبه قبل حضوره. وأثناء وجوده في حجرته ترسل مذكرات يقرؤها ويعطي تعليمات بالتلفون أو يكتب مذكرات وترسل للسكرتارية، والجرائد العالمية ترسل كل يوم ويقرؤها.. فكنت أظل أياما لا أجد وقتا أتحدث فيه معه إلا تحيته لي التي لا ينساها أبدًا حتى إذا تكرر دخولي الحجرة عدة مرات.
ملك اليونان يستجيب لناصر
تلقى الرئيس دعوة من الرئيس تيتو، ودعاني والأولاد لنقضي أياما في جزيرة بريوني أثناء إجازة الصيف. وكان الرئيس قد تلقى دعوة مماثلة من ملك اليونان ودعيت معه، وتكررت الدعوة فرتب أن نذهب لليونان في طريقنا لبريوني. وسافر كبير الأمناء لليونان قبل سفرنا فأخبره رئيس البروتوكول اليوناني أن العشاء يجب أن يكون بملابس السهرة للرجال والسيدات.
رجع كبير الأمناء وأخبر الرئيس فرد وقال: سوف لا أرتدي ملابس السهرة أو ألغي السفر لليونان. اتصل كبير الأمناء برئيس البروتوكول في اليونان وأخبره بما قاله الرئيس، فكان الرد أن الملك يرحب بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وينتظر زيارته باللباس الذي يريده.. المهم أن يزور اليونان. ركبنا المركب «الحرية».. الرئيس وأنا والأولاد ووزير الخارجية الدكتور محمود فوزي ومحمد حسنين هيكل وزوجتاهما.
وصلنا ميناء برييه واستقبلنا الملك والملكة وأولادهما ـ ولي العهد وشقيقتاه ـ في قارب حتى المركب، ونزلنا في الميناء في استقبال رسمي وغادرنا في عربات.. الرئيس مع الملك وأنا مع الملكة حتى القصر الذي سنقيم فيه، وكان بجوار قصر الملك. أقام الملك مأدبة عشاء حضرها أعضاء الأسرة المالكة والسلك الدبلوماسي ورئيس الوزراء والوزراء، وكان النظام أن يقف المدعوون على جانبي البهو الكبير ونمر في الوسط لتحيتنا كما هي عادة الملوك.
وقفت الملكة بجوار الرئيس لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي، فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟ قال لها: إني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنجليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك.. ومشينا وسط المدعوين يحيوننا.. الرئيس بجانب الملك وأنا بجانب الملكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://kasn.yoo7.com
 
المذكرات التى كتبتها زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخط منمق وجميل هكذا تحدثت تحية جمال عبد الناصر (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملكة جمال العالم وملكى جمال القارات
» هذه زوجة ابن عم التحفة بديعة , ام الشريف
» مقالات باسم أنور السادات في 'الجمهورية'..كان يكتبها جمال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الفلسطيني لكبار السن  :: البوم صور لكبار السن-
انتقل الى: