سعوديات ينتصرن على ثقافة العيب و يلتحقن بركب التجارة عبر المهرجانات
كاتب الموضوع
رسالة
بشير نتيل
المساهمات : 62 تاريخ التسجيل : 15/10/2013
موضوع: سعوديات ينتصرن على ثقافة العيب و يلتحقن بركب التجارة عبر المهرجانات الأحد فبراير 16, 2014 12:09 am
سعوديات ينتصرن على ثقافة العيب و يلتحقن بركب التجارة عبر المهرجانات
لم يعد هناك مجال للخجل أو الانزواء بل دقت ساعة الحقيقية التي تكشف أن المرأة السعودية هي نصف المجتمع واقعا لا عبارة تلوكها الوسائل الإعلامية كقطعة ديكور مكملة لرسم مجتمع كلاسيكي أمام الاخرين .. دخلت المرأة السعودية مجلس الشورى بقوة وأخذت مكانا هاما في التجارة العالمية عبر البورصات والعقارات المتنوعة خاصة تلك السيدات المنحدرات من بيوت تاريخية تجارية لكن الملفت للنظر أن الصناعة الاقتصادية للسيدات السعوديات لم تتوقف عند حدود الهرم الأعلى تجاريا فقط بل اقتحمت أطياف أخرى مجالات تتنامى لتصل لحالة الكفاف الحقيقي بل وحتى الغنى فمن بسطات شعبية أو فرن يصنع الأكلات الشعبية أو قدر طبخ متواضع أو حتى فرقة أفراح صغيرة لمؤسسات حقيقية وصناعات شعبية مدهشة تقلب الحال رأسا على عقب .. وفي المهرجانات المتعددة التي تتوزع على مناطق السعودية تبدو صورة المرأة السعودية حاضرة وبقوة تساندها وثقة بإمكاناتها فما تشاهدونه داخل تلك المهرجانات ليست مجرد دكاكين شعبية تستوطن الصحراء ... وليست مجرد نافذة للاستغلال الإعلامي .. بل حقيقة أثبتت أنها أنموذج كبير لجودة التجربة وبراعة المشروع الذي يلقى رواجا مدهشا تكشفه قصص حقيقية وتحولات اقتصاية اجتاحت تلك الاسر لتكون رائدة في مجالاتها .. تقف بشموخ السيدة أم عبدالرحمن وهي تدعى فاطمة وهي ترى أن فرنا واحدا لصناعة الكليجا ( قرص غذائي شعبي يتكون من البر والعسل وبعض البهارات) جعلها اليوم تمتلك ستة محلات بعمالتها وتفكر بمضاعفة العدد بسبب الطلبات الهائلة التي تصلها وتكشف قائلة : لم أعر للاخرين اهتماما وانطلقت من البيت أصنع وأبيع على الجيران حتى تطور الأمر لأصبح تاجرة حقيقية للأكلات الشعبية .. وتكمل : أنا اليوم أحد أهم المشاركات بمهرجان الكليجا بمدينة بريدة .. أقول للجميع من يعمل بجد سيجد أبواب الرزق مفتوحة له ..
في وسط السعودية يقام مهرجان ربيع مدينة بريدة ( شمال العاصمة الرياض) وهو الأكبر جذبا للأسر المنتجة حيث يشارك داخل سوقه الشعبي أكثر من مائة وسبعين سيدة تختلف أعمرهن من العشرين عاما وحتى الثمانين. تتلحف أم صالح والتي فقدت زوجها بحادث مروري لتقاوم لسعات البرد بينما أبناءها الأربعة يسارعون لالتقاط ماتقدمه لهم في ذلك الصباح البارد من مأكولات شعبية تصنعها بيديها المتعبتين .. بعدها تنطلق رحلتها نحو باب الرزق لتنضم مع مئات الأسر المنتجة ولتفتح دكانها داخل السوق الشعبي بمهرجان ربيع بريدة حيث تتقاطر الآلاف العوائل من كل مكان للظفر بمثل تلك المأكولات الشعبية اللذيذة. تقول أم صالح ( المهرجانات ببريدة تزيح عن كاهلي قيمة اجار البيت ومصاريف الأولاد فأنا لاأعاني ماليا لأن الأمور تبدو أكثر ربحية بالمهرجانات لذلك نحن نتسابق لحجز الدكاكين قبل نحو شهرين من انطلاقة مهرجان ربيع بريدة ). تصمت أم صالح لكن حبات الرمال الكثيفة التي تحيط بالمكان لاتتوقف عن البوح فهي تنقل قصة أقرب للخيال فبعد أن كانت تتماسك بأرض موحشة شرق مدينة بريدة وتحديدا بعريق الطرفية أصبحت أكثر حركة وتمايلا مع حركة الناس حتى وصل الأمر لأن يتحول المكان برمته لمدينة شتوية حقيقية تعتبر الأكبر والأوسع والأجمل بين كافة المهرجانات الشتوية بالمملكة ..
الحال لايتوقف عند ربات الأسر فقط بل حتى الفتيات الجامعيات تحررن من لغة العيب والخجل لينافسن بأكلاتهن الجميلة واللذيذة ... تؤكد فاتن وهي طالبة بالمرحلة الأخيرة بقسم التغذية بالجامعة أنها زارت المهرجان قبل نحو أربع سنوات ولمست قيمة المشاركة حتى تقدمت بطلب التسجيل وتم قبولها لتنضم لقائمة الأسر المنتجة. تقول فاتن : أنا استمتع كثيرا بتلك الأجواء وقد دعيت الكثير من زميلاتي إلى الانضمام والحمد لله لقيت دعوتي الكثير من الاستجابة. في الجانب الاخر ترسم العديد من الأسر نوافذ مختلفة للبيع فالملبوسات والزخارف والنسيج والتطريز وخياطة مستلزمات البيت المعروفة وملابس الشتاء والزينة حتما ستجدها متراصفة مزدحمة بالزائرين والزائرات نظير الجودة والجمال والتميز في التقديم والحياكة ..
قد يبدو المنظر صورة بانورامية مضيئة جسدها مهرجان ربيع بريدة لكن تفاصيل ذلك المنظر تحمل قصصا إنسانية وحكايات بعضها صالح للنشر والبعض لايريد أن يبوح خوفا من الحسد فالمهرجان أصبح يمثل قيمة اقتصادية منتظرة لتلك الأسر بمساعدة كبيرة من الزائرين ممن يدفعون بسخاء كبير للاستمتاع بما تقدمه تلك الأسر من منتجات فائقة الجودة ..
سعوديات ينتصرن على ثقافة العيب و يلتحقن بركب التجارة عبر المهرجانات